كان الفتح الإسلامي لبلاد المغرب بداية عهد جديد شهدا فيه هذا الجزء من العالم الإسلامي نقلة نوعية مكنته من التخلص من الإستدمار الثلاثي القديم ، كما سمحت له بلعب دور بارز في تاريخ البلاد الإسلامية إذ كان المغاربة في طليعة الفاتحين لربوع بلاد المغرب فضلا على دورهم الرئيس في فتح شبه جزيرة إيبيريا و أجزاء أخرى من القارة الأوروبية. ساهم المغاربة كذلك في التطورات السياسية و الحضارية التي شهدها هذا الجزء من العالم الإسلامي من تاريخ فتحه غلى نهاية الوجود الإسلامي بالعدوة الأندلسية و بداية التحرش الإسباني البرتغالي على سواحل شمال إفريقيا. إن التفاصيل المتعلقة بتاريخ المغرب الإسلامي تضمنها مظان عديد المؤلفات التي أنجزها مؤرخو و كتاب المسلمين و غيرهم طيلة الفترة الممتدة من الفتح الإسلامي إلى نهاية القرن التاسع الهجري ( الخامس عشر الميلادي ) ، و لذلك فإن أي عملية لإحياء هذا الماضي تقتضي من الباحث رصد كل ما أنجزه السلف عن مختلف مناحي الحياة التي عاشها هؤلاء سواء تعلق الأمر بالحياة السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية أو الثقافية و العلمية.