لقد حاولنا فيه أن ننشد الجديد من المهمول، لموروث وهران التاريخي و الثقافي، الذي ظلت أطرافه متباعدة وأوصاله متنافرة، لنرمم به أجزاءها و نصحح خرومها و نستكمل به مقطوعاتها المفقودة عبر تاريخها المديد، الذي انطوى في حقيقته على خاصة من خصائصها، التي كانت يوما تمثل تطورا في الذهن العربي الإسلامي الأصيل، و قد حصرنا جمعها بفترة زمنية محدودة، كنا نراها في حاجة إلى دراسة علمية موسعة، مع عمليات استثارة ظواهرها التاريخية ومقابلة نصوصها واستخلاص الفكر السامي فيها. وهي في كل هذا و ذاك لا تزال إلى اليوم محتفظة بتاريخه و عادات أهلها و تقاليدها في أماكن العبادة و محافل الدرس و دورالعلم و الثقافة، التي ظلت تؤدي مهمتها في أطراف المجتمع و تؤكد نجاحها في ترسيخ القيم الأخلاقية الرفيعة، التي أخذت مداها في كل ظاهرة إنسانية، مؤكدة أهميتها في كل صورة اجتماعية و ثقافية و دينية