إنّ الصعوبة التي تساور الباحث في نصوص هذا الشعر ورجالاته .هي أنك وأنت تبحث كأنك تبحث في ٍ !! فلا الشعراء الأحياء على الأقل، أنفسهم يمدونك بدواوينهم و مرحلة ما قبل ظهور الشعر ٍ◌ الجاهلي أشعارهم . ولا الباحثون الجامعيون تطيب أنفسهم عن بعض ما لديهم من المصادر فيمدونك بها، و لا المكتبات العمومية –الجامعية وغير الجامعية- تظفر فيها بما يبلّ صداك. بل إن ّ أهم الوثائق المطبوعة – ولا نتحدث عن المخطوطات في مجتمع مقفر من المعرفة الرفيعة- قد سرقت ، أخدها الناس إلى بيوتهم ولم يعيدوها ...فالفهارس غنيّة بالعناوين ، و الرفوف خالية من الكتب، و الباحث بين ذلك حسير حيران الن الشعريّة للشعراء ّ ... ولذلك، فإنّ من العسير على أيّ باحث في العهد الرّاهن الإحاطة بكل صوص ن في ُ الجزائريّين ،و بخاصة على عهد الاستعمار الفرنسيّ،(بل على عهد الاستقلال ً أيضا)،لأن بعضها شر ً؛ فهو لا يزال مخطوطا لدى الأولاد أو صحف وطنيّة مغمورة، أو منقرضة. وبعضها الآخر لمّا يُنشر أصلا حتما...ولعلّ كتاب " شعراء الجزائر في القرن العشرين " أن يكون ً الأحفاد، و سيضيع مع ُ تقادم ّ الدهر سعيا محمودا لرصد أكبر عدد ممكن من الشعراء الجزائريين من شهود القرن الماضي. و التوقف لدى أهم مساراتهم الفنية و الجمالية. بعد التوقف لدى ترجمة حياتهم و إلقاء شيء من الضياء عليها، ما أمكن ذلك وقد بلغ عدد الشعراء َ المتناولين في هذا المعجم الموسوعي مائة و اثنين.