هذا العالم السحّري الجميل، بلغتها، و شخصيتها، و أزمانها، و أحيازها، و أحداثها... و ما يعتور كل ذلك من خصيب الخيال، و بديع الجمال:ما شأنها؟ و ما تقنياتها؟ و ما مكوناتها؟ و كيف نكتبها إذا كتبناها؟ و كيف نبني عناصرها إذا بنيناها؟ و كيف نقرؤها إذا قرأناها؟ لقد ظلنا أكثر من عشرين عاما نطرح أسئلة حائرة من هذا النوع، و كلما طرحنا سؤالا منهجيا، أو معرفيا، أو إجرائيا، أو جماليا، أو تقنيا، أو فنيا، حاولنا أن نظفر بالإجابة عنه في قراءة المظانّ المتخصصة، و هي في جمهورها أجنبية... و شرعنا في جمع طوامير نسجل فيها الملاحظات و الآراء من حول الإشكاليات التي نقرأ عنها، ثم أثبتناها بالكتاب... و نحن إذ نطرح اليوم هذه الفصول التي تكون مادة هذا الكتاب للقراء العرب، فإنما ذلك لطمعنا في أنها ستحمل لهم شيئا من النفع، و ستقدم بين أيديهم مادة إن لا تكن مستوعبة عميقة، فلا أقل من أن تكون سبيلا يسلكونها إلى الدراسات و الأعمال النقدية و الروائية التي أحالت عليها إن أرادوا التوسع و التعمق.