لا مناص من تدبيج كلمة، في مطلع هذه الفاتحة، عن أسباب اختيار مثل هذا العنوان – الذي لم يألفه الذوق العربي – لهذا الكتاب. فقد كان الناس عادة يكتبون عناوين كتبهم في جملتين مسجوعتين منمقتين ، أو في اكثر من ذلك كما نلاحظ مثلا في عنوان تاريخ ابن خلدون : ʺ كتاب العبر ، و ديوان المبتدأ و الخبر ، في أيام العرب و العجم و البربر ، و من عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر ʺ ، أو في تفسير الزمخشري : ʺ الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل ، و عيون الأقاويل ، في وجوه التأويل ʺ. و من الواضح أن لا أحد من الناس ، حين ذكر هذه الكتب ، يستطيع ترداد مثل هذه العناوين الطويلة الا حين إثباتها مكتوبة في قائمة المصادر و المراجع ، و الا فإنهم يجتزئون من العنوان الأول ب ʺالعبر ʺ ، أو ʺتاريخ ابن خلدونʺ. كما نلفيهم يجتزئون من العنوان الثاني ب :ʺ الكشافʺ أو ʺتفسير الزمخشريʺ. و مثل ذلك يقال في ʺوفيات الأعيان ، و أنباء الزمان ، مما ثبت بالنقل أو السماع أو أثبته العيانʺ لا بن خلكان حيث نجدهم في الغالب يقتصرون على ذكر مطلع العنوان