قامت هذه الدراسة على أربعة فصول فضلا عن مقدمة و تمهيد و خاتمة. تناولت في التمهيد مصطلح التغريب لغة، ثم اصطلاحا محاولة وضع حدود واضحة بينه و بين الاغتراب لتداخل المصطلحين لدى بعض الدارسين، فنصل في بعض الأحيان أن يحل التغريب محل الاغتراب.وجاء الفصل الأول بعنوان : الخلفيات التاريخية لنشأة المسرح الملحمي، بحثا في الأصول التاريخية لنشأة هذا الاتجاه الفني للوقوف على مراحل تطور الرؤية الفكرية و الفنية عند "بريخت" بغية الوصول إلى تحديد المرحلة التي كونت خط التماس مع المسرح العربي.و تطرقت في الفصل الثاني الموسوم ب : تقنية التغريب وإجراءاته إلى تقنية التغريب التي اشتط المسرح السياسي العربي في اللجوء إليها تأثرا "ببريخت" و بمسرحه أولا،و لقدرة هذه التقنية ثانيا على إفادة المضمون السياسي و خدمة الهدف منه في إيقاظ المتلقي وعدم السماح له بالغرق في الوهم.وقد ركز "سعد الله ونوس" على استخدام شخصية الراوي و من ثم تقنية السرد لما و جد فيه شبها مع شخصية"الحكواتي" الشعبية مما لا يخلق فجوة بينه و بين المتلقي العربي، وتسهم بذلك في كسر الجدار الرابع بمساعدة تقنيات أخرى، منها ما يخص بنية النص المكتوب،و منها ما هو خاص بالأداء التمثيلي و ما يرافقه من عناصر مضافة. أما في الفصل الثالث الذي عنونته ب : أثر المسرح البريختي في مسرح المشرق العربي،فقد قمت بدراسة سبل انتقال "بريخت" و نظرية المسرح الملحمي إلى الوطن العربي ، إذ تمت هذه العملية عبر وسائط مختلفة كترجمة النصوص المسرحية حينا،و الإطلاع على الأعمال النظرية و مشاهدة العروض المسرحية أحيانا أخرى،لتكون هذه الأرضية ملف شواهد أتكئ عليه في المبحث...