الأمير عبد القادر: ألعرفاني رصد لتجربة الإسراء في أقاليم الروح
:مؤلف
عشراتي، سليمان
:المادة
آداب، لغات و فنون
:الكلية
/
:السنة
2011
:دار النشر
دار القدس
:الصفحات
224
:ردمك
978-9947-904-72-3
:الملخص
ما أشق على المسلم أن يدرك فجأة أن عدوه ليس من الرفعة و الجلال ما كان يتصوره له في نفسه.هنالك حتما تتبدى بشاعة الحطة الإنسانية على أقبح ما تكون، و هنالك يغدوا النكال بالنفس مضاعفا، و يقع المرء فريسة الندامة، إذ يدرك أنه هزم نفسه مرتين، الأولى حين وضع سلاحه، و الثانية حين أعتقد في الشيطان الربوبية. منى وجهة أخرى لابد أن ندرك أن عبور الأمير البحر، و مساكنته المنفى في ديار أوروبا قد هيأة لأن يعمق التفكير في مصيره أمته ليس من منظور انغلاقي، بل من منظور تفتحي، فقد كان يؤمن أنه – هو و أمثاله – ممن أدركوا مدى ثراء القواسم المشتركة بين البشر، لمــن السهل عليهم أن يقودوا الناس من مختلف الأجناس و الديانات إلى التفاهم و أن يوضحوا الهم الأفاق الرحبة التي لا تجعل الأمم تتناحر، بل تتواد و تتلاحم بغض النظر عن اختلاف المعتقدات، إذ لا خلاف هناك إلا من حيث الشكل و قد ظهر حسه الإنساني قويا في فكرة علي القضايا البشرية، بحيث رأيناه يتحدث عن الإنسان من منظور معرفي أصلته ثقافته الدينية المتعددة المنابع و التي من روافدها اليهودية و النصرانية زيادة عن الإسلام، من هنا وجدناه حين يتطرق إلى قضية الروح مثلا- وهي جوهر الحقيقة الإنسانية- يتناولها من الرؤية التي تقررها الديانات الكتابية لهذه المسألة الميتافيزيقية