إذا كانت مشكلة اللغة الشعرية عبر مراحل تطورها تجنح نحو الإدراك التجريدي في سبيل الوصول إلى الحيثيات المقننة ن فإن الدراسات الحديثة للغة الشعرية تعقد صلة حميمة بين الأفكار و الأشياء، في انحناءاتها الطبيعية، و بذلك تصبح لغة الإبداع في هذه الحال محاطة بمحيط الافتراض، و ليس بمحيط البرهان، و هي بهذا المعنى" استعارة و تداع " في وقت كان فيه الإبداع منذ الأزل قائما على التصوير المجازي ن غير أن البلاغيين جعلوا منه " تصديقا" يصوغ أسلوبه و فق الحجج و البراهين ، فتحول الفكر اللغوي من الانحناء الطبيعي إلى الاتساق بالأدلة ، تبعا لما كان يقتضيه سياق الكلام و فق منظور القياس المنطقي