كانت اهتمامات ابن سينا الفكرية و العلمية، متعددة الجوانب و متشبعة المناحي لدرجة يمكن علي أساسها تصنيفه من الموسوعيين في التراث العربي الإسلامي، إلى جانب إخوان الصفا و غيرهم ممن تربعوا في تاريخ الفكر الإسلامي مدة من الزمن، فقد أهتم بقضايا فلسفية تربطها علاقات متداخلة بالمسائل الفكرية و العلمية الأخرى، فمثل بذلك حلقة بارزة في التواصل التاريخي للفكر، و منطلقا أساسيا في الإجابة عن أسئلة العصر، بما تحمله من إشكاليات فكرية و ما يتخللها من صعوبات في التوفيق بين ماض مثقل بمذاهب فلسفية و فكرية متباينة الاتجاه، و حاضر يتميز بخصوصيات أقرب إلى الاتفاق مع تلك المذاهب، فخرج من ذلك كله بمذهب فلسفي و نسق فكري و علمي متميزين.