إن تفكيك الحلم العربي هو ما أردت تسميته هنا بالتاريخ والمصير: فراءات في الفكر العربي المعاصر، و كنت أتمني أن أسميها الفلسفة العربية المعاصرة، ولكنني خفت ألا ينتبه القارئ العربي إلي ما أريد أن أطرحه و يتهمني مرة أخري بالحلم ...، لا بالوهم و الجنون، رغم أن الجنون و الوهم أصبحا حتى في خطابات ما ننعته فلسفة غربية موضعا فلسفيا خلافا للموضوعات التي طرقها ديكارت و كانط و غيرهما .إن التفكيك الذي يخفي تحته نقدا هنا و الذي أردته لهذا الكتاب لا أدعي بأنه الأصلح و الأصوب و الأنفع، بدر ما أصارحكم أنتم الذين ستشاركونني في هذا الحلم بأننا بحاجة إلي تبيان حدود وعينا و الكشف عن أوهمنا التي طالما شكلت وعيا زائفا لدبنا حين كنا نظن أنها حقيقة.