من المعلوم قطعا أن الفقه الإسلامي قد استوطن الجزائر منذ الفتح الإسلامي الأول إذ دخل مع أول دفعة من الصحابة الفاتحين... و لقد كان أغزر فقه دخل الجزائر عبر العصور هو الفقه المالكي و الذي كان يدعى فقه عمر بن الخطاب ،إذ حمل إليها من المدينة المنورة مع الفاتحين ثم مع الذين جاءوا من ّم" في مدينته ّ " ى ّالله بعدهم...هذا الفقه الذي أول ما طبق طبق بين يدي رسول صل ّالله عليه و سل المنورة،فكان الفقه الوحيد المراقب من طرفه عليه الصلاة و السلام أثناء التطبيق...و لهذا فقد تشبث أهل الجزائر بالفقه المالكي عبر العصور أعظم تشبث حتى عم كل القطر من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه فكان عريقا فيها و هي عريقة فيه،و هذا الإنتشار للفقه المالكي في الجزائر جعل كل تأليف فيه في أي مخطوطة إلا و نجد لها نسخة أو نسخا كثيرة منها،حتى لقد أصبحت السوق الرائجة في الحواضر الجزائرية في الكتب هي سوق المخطوطات عامة و سوق مخطوطات الفقه المالكي خاصة، بل أصبح الناس يقدمونها كأعز هدية لأعز حبيب أو قريب،فكثرت التآليف و التصانيف فيه،و بأيديهم،حتى أصبح لا يوجد موضوع يشغل بال الناس في مجال ّخط كثر النسخ و النسّاخ و ما وه العبادات و المعاشات ّ المستجدة من حيث الأحكام الشرعية إلا و قد طرحه الفقهاء للبحث و الدراسة و التأليف،ثم التخطيط و المخطوطات في كل مكان و في كل زمان...