...إن علم الفقه لهو أشرف العلوم و أفضلها، لأنه السبب في صحة العبادات، و استقامة المعاملات، به يعرف الحلال و الحرام، و به تندفع وساوس النفس و الشيطان. و إن أعظم ما أشتمل عليه خلق الإنسان: أن جعله الله تعالى قابلا للتمدن، و أعظم ما في التمدن: وضع الشرائع له لحفظه و صيانته. و لما كانت التجارة هي ركيزة المعاملات المالية بين البشر: كان لها حيزا كبيرا في الشريعة الإسلامية، خاصة العملات و السكك التي هي أساس كل تعامل فيها، و لما كانت هذه الأخيرة خاضعة للتطور عبر الزمان و المكان: فقد ظهرت عملات و سكك مختلفة في كل فترة و كل بقعة، وتعامل الناس به أو أحجموا عتها، فكانت نوازل فقهية محتاجة إلى إظهار أحكامها الفقهية الشرعية كلما طرأت على حياة الناس و احتاجوا لذلك...