إن علم الفقه لهو من أشرف العلوم و أفضلها، لأنه السبب في صحة العبادات، و استقامة المعاملات، به يعرف الحلال و الحرام و به تندفع وساوس الشيطان. . و لهذا فقد بذل الأئمة المجتهدون من سلفنا الصالح على مر العصور أقصى ما يملكون من جهد جهيد في سبيل استنباط الأحكام الشرعية من أدلتها التفصيلية لإثراء هذا العلم الجليل، حتى تركوا لنا ثروة تشريعية هائلة، و علما فقهيا لا يضاهيه أي علم في هذه المعمورة....و لقد كان من حسن تدبير هؤلاء العلماء أن قرروا على طلبة السنة الأولى جامعي – شعبة العلوم الإسلامية- فقه العبادات على مذهب السادة المالكية دون سواه من الفقه ، و ذلك حتى يستطيعون حمل و لو القليل منه مما صار معتمدا في المذهب بأدلته التفصيلية و حتى يتمكنون منه فيكونون على دراية تامة بكل جزئية مع دليلها في مصدره المعتمد في الشريعة الإسلامية ...