إن الفن التشكيلي في أي مجتمع من المجتمعات هو حصيلة مجموعة من القيم المحيطة تتراكب و تتداخل فتشكل مقومات و سمات هذه الفنون فكلما كانت هذه القيم رفيعة القدر سامية الهدف، كلما ارتقى بها العمل التشكيلي و نعم الإنسان فيها بإنسانيته لهذا كان البحث التشكيلي الجاد في قيمته الحضارية ضرورة لا غنى عنها، يؤسس عليها عمله الحاضر ويواصل من حيث انتهى سابقيه، و إن لنا في حضارة أجدادنا نبع لا ينضب من القيم التشكيلية أوجدتها اجتهاداتهم و خبراتهم و تفاعلهم المباشر مع البيئة المحيطة. وجسد الفن عبر تاريخ الحياة الإنسانية ، تجربتها و عواطفها ، و معتقداتها و أفكارها، معبرا عنها في ذلك فبي صور جمالية يستجيب لها العقل البشري، و كان لبعض الفنون لا سيما التطبيقية منها دور في حفظ وحدتها الاجتماعية و الثقافية ووسيلة للاتصال الجماعي...