لم ينطلق الفكر السياسي في حركته الإجتماعية من مرحلة بعينها و إنما هو وليد أولى المدنيات و التجمعات الإنسانية.ورغم أن البعض يرى في الإنسان أنه كان و لايزال "حيوان سياسي" إلا أن د.عبد القادلر بوعرفة قد لا يتفق كليا مع "هوبزتوماس" على هذا الإفتراض الذي كان لادا على مقولة لأرسطو القائلة بأن الإنسان "حيوان سياسي" و أن التمدن ظاهرة فطرية في الإنسان. من هنا يحذو المؤلف حذو أرسطو، باعتبار أن الإنسان "حيوان سياسي بالفطرة و بالفعل"؛ فالفطرة زودته بالمبادئ العامة المرتبطة بالحياة و قوانينها...، الفعل أغنى خبرته في آليات ممارسة السياسة في أوجهها البارزة منذ القدم في السيادة و السلطة. و من خلال حركة الفطرة و الفعل و العقل استطاع الإنسان أن يجعل من السياسة المدنية منهج حياة، و طريقة مثلى لتنظيم نفسه بنفسه و لنفسه في أنظمة سياسية تختلف من مجتمع لآخر حسب التركيبات الثقافية و الإجتماعية و الحضارية. و بعيدا عن الغوص في خضم الإشكاليات السياسية يقدم المؤلف رؤيته مستعرضا مجمل المقدمات العامة في السياسة المدنية من خلال قراءة كرونولوجية لتطور النظرية السياسية، و من خلال قراءة جينيالوجية لبض المفاهيم كالسياسة و المدنية مقدما كتابه القيم هذا مرجعا للباحثين و طلاب الجامعات كمقاربة نظرية للحكمة العملية، أساس و جوهر التقدم الحضاري.