العرب، شأنهم شأن العجم إن أقاموا السلطان الأعظم، فإنهم وسموا حضارة البشر بالعبر، فكان لهم بهذا و ذاك مبتدأ وخبر يحفظ أنسابهم و يروي أيامهم بعدما فصلوا بسيوفهم العالم على مقياسهم فمددوا فضاءهم مدا وزرعوا من أصلابهم زرعا. هذا كتابهم يجدد المسألة دون أن يبدد الذاكرة، يقلب المعادلة دون أن ينهي المجادلة ليطرح كيف بني التاريخ هوية العرب و كيف صاغت اللغة و أثرت البيئة، ورمز الأثر و أولت الديانات مقومات هذه الهوية ليتسنى السؤال المفتوح عما بقى الآن في العرب من العرب