الشخصية الجزائرية: منعطف ّ الرسو و التقاطعات المدنية و الحضاريةthumb

:مؤلف
عشراتي، سليمان
:المادة
علم الاجتماع / آداب، لغات و فنون
:الكلية
/
:السنة
2002
:دار النشر
دار الغرب
:الصفحات
309
:ردمك
9961-54-165-0
:الملخص
ومن ناحية أخرى لابد أن نلاحظ أن مواقع مدننا على الأغلب مواقع يظهر فيها الجنوح نحو التوعّر، فهي مواقع تحصّن لا تساعد على الاستبحار و توسيع مساحة العمران. من هنا دلت معماريتنا على إنغلاق حضاري كانت علته من دون شك كثرة ما داهم الأهالي من أخطار و اجتياحات. كما أن نزعة التوعر في العمران تلك إنما تنعكس سمة من التعقد في الكينونة النفسية القومية مردها إلى تاريخيتنا وإلى طبيعة الانطواء الذي كان رد فعل سلبي على ضغوط التخنيع التي مورست علينا مدار قرون، فأورثت الجزائري هذه الروح المتهورة في إقدامها و الناكلة في تصميمها. إن هذا التناقض الذي عرض للسيكولوجية الجمعية الجزائرية عبر التاريخ سيتهذب من غير شك مع مرور الوقت و مع تحول الأوضاع المدنية نحو الأحسن، و إلى أن تبلغ ذلك لحد فإن نزعة التمرد و الإتلاف الجبان و التعصب الإثني و القبلي تظل سمة نقص و قصور على الرغم من كون الجزائري يحسبها سمة كمال. و من جهة أخرى تكشف هذه الخاصية العمرانية المعقدة و المتوعرة عن نزعة انغلاق في العقلية الجزائرية على صعيد الرؤية و الإدراك، فهي رؤية محدودة و ليست رؤية منطلقة في الأفق. لذلك يجنح الإنسان الجزائري- ما لم يكن متعلما – إلى الثبات على مسلماته البيئية، و لا يستهويه أن يتجدد، لعدم طمأنينته إلى الجديد . من هنا كان تحوله– في الغالب- يتم من النقيض إلى النقيض، و تلك حال لا تعكس إلا القلق الذي تترجمه مواقف العجلة و عدم التروي الغالبة عليه. فكان مواقف الحياة بالنسبة إليه عراك و تبادل هجومات انتحارية في جدلية التعامل و التواصل

 Retour

Search